يعاني الكثير من الناس من الناسور الشرجي دون أن يعرفوا أن هناك خيارات علاجية متطورة قد تُجنبهم الجراحة التقليدية، فبين القلق من الألم والمضاعفات، يبرز سؤال مهم هل يمكن علاج الناسور بدون جراحة؟ في هذا المقال في موقع الدكتور سامي عبدالستار نستعرض أحدث الطرق المستخدمة لعلاج الناسور بطريقة آمنة وفعالة، مع توضيح مميزاتها ومتى تكون بديلًا مناسبًا للجراحة.
ما هو الناسور الشرجي؟
الناسور الشرجي هو قناة صغيرة غير طبيعية تتكون بين نهاية المستقيم أو القناة الشرجية وسطح الجلد المحيط بالشرج، غالبًا ما يظهر نتيجة خراج شرجي لم يُعالج بشكل كامل، حيث يترك هذا الخراج ممرًا يصل بين داخل الشرج وخارجه، قد يتسبب الناسور في خروج صديد أو سوائل ذات رائحة كريهة، ويصاحبه أحيانًا ألم أو حكة مستمرة ويُعتبر من الحالات التي تتطلب علاجًا دقيقًا لتفادي تكرار الالتهاب أو المضاعفات.
أعراض الناسور الشرجي
تتمثل أعراض الناسور الشرجي في مجموعة من العلامات التي قد تشير إلى وجود مشكلة مزمنة في منطقة الشرج، وتشمل:
- خروج إفرازات صديدية أو دموية من فتحة قريبة من الشرج
- شعور بالألم أو الحرقة خاصةً أثناء الجلوس أو التبرز
- وجود ورم أو تورم بالقرب من فتحة الشرج
- تهيج أو حكة مستمرة في الجلد المحيط بالشرج
- رائحة كريهة ناتجة عن الإفرازات
- تكرار حدوث الخراجات في نفس المنطقة
في بعض الحالات، قد يعاني المريض من ارتفاع بسيط في درجة الحرارة إذا كان هناك التهاب نشط داخل الناسور.
الفرق بين الناسور الشرجي والناسور العصعصي
يُخلط أحيانًا بين الناسور الشرجي والناسور العصعصي، لكنهما حالتان مختلفتان من حيث الموقع والأسباب:
الناسور الشرجي
الناسور الشرجي ينشأ نتيجة خراج في الغدد الشرجية يؤدي إلى تكون قناة غير طبيعية بين داخل القناة الشرجية والجلد المحيط بها وغالبًا ما يكون سببه التهاب مزمن أو انسداد في الغدد، ويصاحبه إفرازات مؤلمة بالقرب من فتحة الشرج.
الناسور العصعصي
الناسور العصعصي يظهر في المنطقة أعلى شق المؤخرة (العصعص)، وينتج عن تجمع شعر تحت الجلد يؤدي إلى تكون كيس ملتهب قد يتطور إلى ناسور، هذا النوع لا يتصل بالمستقيم أو القناة الشرجية، ويشيع بين الشباب وأصحاب الشعر الكثيف.
ويوضح دكتور سامي عبدالستار بشكل أكثر تفصيلاً الفرق بين الناسور الشرجي والناسور العصعصي في الفيديو التالي:
اقرأ أيضاً: ما هي أعراض الناسور العصعصى وكيفية علاجه نهائيًا
هل يمكن علاج الناسور بدون جراحة؟

عند الحديث عن علاج الناسور بدون جراحة، فهناك بعض الطرق التي يمكنك إتباعها مثل الطرق التالية:
- العلاج بالمضادات الحيوية: قد تُستخدم للمساعدة في السيطرة على العدوى المصاحبة، لكنها لا تغلق الناسور نفسه.
- الحمامات الدافئة: يساعد الجلوس في ماء دافئ على تهدئة الألم وتقليل الالتهاب في منطقة الناسور.
- تنظيم حركة الأمعاء: من خلال تناول أطعمة غنية بالألياف وشرب الماء لتقليل الضغط أثناء التبرز.
- العلاج بالأعشاب أو المراهم الموضعية: يلجأ البعض لمراهم مضادة للالتهاب أو وصفات طبيعية، لكنها لا تعالج الناسور من جذوره.
رغم أن هذه الطرق قد تساعد في تخفيف الأعراض، إلا أن العلاج بالليزر يُعد الحل الأمثل لعلاج الناسور الشرجي بشكل نهائي لأنه يجمع بين الأمان، سرعة الشفاء، وقلة الألم مقارنة بالجراحة التقليدية.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
متى يحتاج الناسور إلى عملية؟
يحتاج الناسور إلى التدخل الطبي في الحالات التالية:
- استمرار خروج الصديد أو الإفرازات لفترة طويلة رغم استخدام العلاجات الموضعية أو المضادات الحيوية.
- تكرر الالتهاب أو الألم في نفس المنطقة مما يسبب انزعاجًا مزمنًا للمريض.
- وجود خراج مرتبط بالناسور أو مضاعفات مثل التقرحات أو التلوث المستمر.
- فشل الطرق غير الجراحية مثل تغيير نمط الحياة أو العلاج بالليزر أو الجلسات الموضعية.
- عمق أو تعقيد الناسور خاصة إذا كان من النوع المتشعب أو المرتبط بعضلات الشرج.
في هذه الحالات، يُنصح بإجراء عملية جراحية لتجنب المضاعفات المزمنة وضمان التعافي التام.
هل يعود الناسور بعد العلاج؟
نعم، يمكن أن يعود الناسور الشرجي بعد العلاج خاصة إذا لم يتم علاج السبب الجذري له بشكل صحيح، وعوامل مثل:
- عدم اكتمال شفاء الجرح
- وجود التهابات مزمنة
- الإصابة بأمراض مثل كرون أو التهابات الأمعاء
- أو إجراء جراحة غير كافية
كلها قد تؤدي إلى عودة الناسور مرة أخرى، ولكن مع العلاج بالليزر أو الجراحة الدقيقة تحت إشراف طبيب متخصص مثل دكتور سامي عبدالستار تقلل احتمالية تكرار الناسور بشكل كبير.
نصائح لتسريع الشفاء بعد علاج الناسور
إليك مجموعة من النصائح التي تساعد على تسريع الشفاء بعد علاج الناسور الشرجي:
- الاهتمام بنظافة المنطقة: اغسل المنطقة بالماء الدافئ وجففها بلطف بعد كل دخول للحمام.
- الجلوس في حمام ماء دافئ: يُفضل الجلوس يوميًا لمدة 10-15 دقيقة لتخفيف الألم وتعزيز التئام الجرح.
- اتباع نظام غذائي غني بالألياف: لتفادي الإمساك والضغط أثناء التبرز.
- شرب كميات كافية من الماء: يحافظ على ليونة البراز.
- الالتزام بتعليمات الطبيب: سواء الأدوية أو مواعيد المتابعة.
- تجنب الجلوس لفترات طويلة: لتفادي الضغط على منطقة الجرح.
- الامتناع عن حمل الأشياء الثقيلة أو النشاطات المجهدة خلال فترة الشفاء.
علامات شفاء الناسور بدون جراحة
علامات شفاء وعلاج الناسور بدون جراحة تشمل:
- اختفاء الألم أو انخفاضه بشكل ملحوظ خصوصًا أثناء التبرز أو الجلوس.
- توقف الإفرازات أو القيح من فتحة الناسور الخارجية.
- انغلاق الفتحة الخارجية تدريجيًا واختفاء التورم في المنطقة.
- تحسن عام في الحالة الصحية مثل زوال الحكة أو الالتهاب حول فتحة الشرج.
- عدم ظهور نوبات جديدة من الخراج أو التورم خلال فترة المتابعة.
إذا استمرت هذه العلامات وثبت استقرار الحالة دون انتكاسة، فقد يكون ذلك مؤشرًا جيدًا على التعافي.
مضاعفات التأخر في علاج الناسور
تأخر علاج الناسور الشرجي قد يؤدي إلى عدة مضاعفات مزعجة وخطيرة، منها:
- تكوّن خراج متكرر
عند إهمال علاج الناسور الشرجي، قد يتجمّع القيح داخل الأنسجة المحيطة مسببًا خراجًا مؤلمًا ومتكررًا ما يؤدي إلى زيادة الالتهاب وارتفاع درجة الحرارة والشعور بآلام حادة مزعجة، وفي بعض الحالات قد يتطلب الخراج تدخلاً جراحيًا لتصريفه.
- زيادة الألم والتهيج في منطقة الشرج
مع استمرار الناسور دون علاج، تزداد حدّة الألم خصوصًا أثناء التبرز أو الجلوس لفترات طويلة، وقد يصل الألم إلى حد التأثير على القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية الطبيعية.
- تحول الناسور إلى شكل أكثر تعقيدًا
قد يتفرع الناسور ويتشعب إلى عدة قنوات داخلية وخارجية، مما يجعل علاجه أكثر صعوبة، كما قد يحتاج إلى تدخل جراحي معقّد وليس مجرد علاج بسيط بالليزر أو الأدوية.
- ظهور أكثر من فتحة حول الشرج
يؤدي تطوّر الناسور إلى ظهور فتحات إضافية قد تفرز صديدًا أو دمًا باستمرار، وهذا لا يسبب فقط إزعاجًا جسديًا بل أيضًا حرجًا اجتماعيًا نتيجة الروائح أو الإفرازات غير المرغوبة.
- انتقال العدوى إلى الأنسجة المحيطة
في حال إهمال العلاج والتركيز فقط على علاج الناسور بدون جراحة دون اللجوء للطبيب، قد تنتشر البكتيريا من الناسور إلى الأنسجة المجاورة، مما يزيد من نطاق الالتهاب ويُصعّب السيطرة عليه، خاصةً إذا تطوّر إلى التهاب في الأنسجة العميقة أو إلى حالة تسمم دموي نادرة.
- زيادة فرص التكرار بعد العلاج
كلما تأخر المريض في تلقي العلاج المناسب، زادت فرص رجوع الناسور حتى بعد العلاج، لأن الأنسجة المتضررة تكون أضعف وأكثر عرضة لإعادة تكوّن القناة الناسورية.
- تأثير سلبي على الحالة النفسية
استمرار المعاناة مع الناسور قد يسبب توترًا نفسيًا بسبب الألم المستمر، الإحراج من الأعراض، أو الخوف من تطوّر الحالة مما يؤثر على جودة الحياة بشكل عام.
هل يوجد مرهم لعلاج الناسور؟
لا يوجد مرهم قادر على علاج الناسور الشرجي نهائيًا، لأن الناسور هو قناة داخلية غير طبيعية تحتاج غالبًا إلى تدخل طبي مباشر، ولكن يمكن استخدام بعض المراهم لتخفيف الأعراض المصاحبة مثل:
- مراهم مضادة للبكتيريا: تساعد في الوقاية من العدوى حول فتحة الناسور.
- مراهم مسكنة: مثل التي تحتوي على ليدوكايين لتخفيف الألم.
- مراهم مضادة للالتهاب: لتقليل التهيج والتورم في المنطقة.
ولكن هذه المراهم لا تُغني عن العلاج الجذري، مثل الليزر أو الجراحة البسيطة، لذلك يُنصح باستشارة الطبيب لتحديد الخيار الأمثل حسب درجة تعقيد الحالة.
في ختام الحديث عن علاج الناسور بدون جراحة، يبقى الأهم هو عدم تجاهل الأعراض واللجوء إلى التقييم الطبي المبكر لتحديد أنسب الحلول. وعلى الرغم من وجود وسائل طبيعية ومراهم تخفف الانزعاج، إلا أن العلاج بالليزر يظل الخيار الأمثل والأكثر فعالية في الكثير من الحالات، حيث يحقق نتائج ممتازة بوقت تعافٍ أسرع ودون الحاجة إلى تدخل جراحي تقليدي.
لا تتردد في استشارة طبيبك المختص لمعرفة ما إذا كان الليزر مناسبًا لحالتك، واستعادة راحتك بثقة وأمان.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
اقرأ أيضاً: