يُعد الناسور الشرجي من أكثر أمراض الشرج والمستقيم تعقيدًا وإزعاجًا للمرضى، نظرًا لطبيعته المزمنة وصعوبة علاجه بالطرق التقليدية، وهو عبارة عن قناة غير طبيعية تنشأ بين بطانة المستقيم أو قناة الشرج وبين سطح الجلد المحيط بفتحة الشرج. هذه القناة عادةً ما تتكون نتيجة حدوث خراج لم يُعالج بشكل كامل مما يؤدي إلى فتح مسار جديد لخروج الإفرازات الصديدية. ومع التطور الطبي الكبير في السنوات الأخيرة، ظهرت طرق جديدة وفعّالة لعلاج الناسور الشرجي، تُقلل من الألم وتسرّع من عملية الشفاء مقارنة بالجراحة التقليدية.
ما هو الناسور الشرجي بالتفصيل؟
الناسور الشرجي هو اتصال غير طبيعي بين الأنسجة الداخلية والخارجية في منطقة الشرج، هذه القناة الناسورية قد تكون بسيطة في بعض الحالات، أو معقدة جدًا كما في حالة “الناسور الحدوة” الذي يُشكل مسارًا على شكل نصف دائرة حول منطقة الشرج. وغالبًا ما يعاني المرضى من تكرار الخراجات والالتهابات والإفرازات، مما يؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية.
أنواع الناسور الشرجي
يتم تصنيف الناسور الشرجي إلى عدة أنواع بحسب مساره وعلاقته بعضلات الشرج:
- الناسور البسيط: قناة قصيرة تمر بشكل مباشر بين داخل الشرج وخارجه.
- الناسور المعقد: يحتوي على أكثر من فتحة أو يمتد لمسافة طويلة داخل العضلات.
- الناسور الحدوة: يُشكل قوسًا حول منطقة الشرج ويُعتبر من أصعب الأنواع في العلاج.
- الناسور المرتبط بأمراض أخرى: مثل مرض كرونز أو التهابات الأمعاء المزمنة.
اقرأ أيضاً: الفرق بين الناسور الشرجي والعصعصي | وأعراضه وأسبابه
أسباب الناسور الشرجي
هناك العديد من الأسباب والعوامل التي قد تؤدي إلى تكون الناسور الشرجي، ومن أبرزها:
- الخراج الشرجي المتكرر: السبب الأكثر شيوعًا، إذ يؤدي إلى تكون قناة ممتدة.
- الالتهابات البكتيرية في الغدد الشرجية.
- أمراض التهابات الأمعاء المزمنة مثل مرض كرونز والتهاب القولون التقرحي.
- إصابات أو جراحات سابقة في منطقة الشرج.
- ضعف المناعة الذي يزيد من فرص العدوى والالتهابات.
أعراض الناسور الشرجي
تظهر أعراض الناسور الشرجي بوضوح، وتُسبب الكثير من الإزعاج للمريض، ومنها:
- خروج صديد أو إفرازات متكررة بجانب فتحة الشرج.
- ألم شديد خاصة أثناء الجلوس أو التبرز.
- تورمات أو دمامل متكررة حول فتحة الشرج.
- نزيف بسيط أو دم مختلط بالإفرازات.
- الحكة وتهيج الجلد نتيجة الالتهابات المتكررة.
- في الحالات المزمنة، قد يشعر المريض بضعف في التحكم بالإخراج.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
تشخيص الناسور الشرجي
التشخيص الدقيق هو الخطوة الأولى نحو العلاج الفعّال. يعتمد التشخيص على:
- الفحص الإكلينيكي: حيث يقوم الطبيب بفحص المنطقة المحيطة بالشرج لتحديد الفتحات الخارجية للناسور.
- السونار الشرجي: يُعتبر وسيلة فعّالة ودقيقة لرسم مسار الناسور الداخلي، وهو بديل عملي وأقل تكلفة من الرنين المغناطيسي.
- الرنين المغناطيسي: يُستخدم في الحالات المعقدة جدًا لتحديد المسار بدقة متناهية.
- المنظار الشرجي: للكشف عن الفتحة الداخلية للناسور وربطها بالقناة الخارجية.
طرق علاج الناسور الشرجي
- الجراحة التقليدية
كانت الجراحة التقليدية هي الحل الأساسي قديمًا، حيث يتم فتح القناة الناسورية وتنظيفها. ولكنها قد تؤدي إلى مشكلات في التحكم في الإخراج إذا كان الناسور قريبًا من عضلات الشرج.
- علاج الناسور بالليزر
أحد أحدث طرق العلاج وأكثرها فعالية، حيث يتم إدخال ألياف الليزر داخل القناة الناسورية لإغلاقها بدقة دون التأثير على العضلات، مما يقلل الألم وفترة التعافي.
- تقنية VAAFT
وهي تقنية حديثة باستخدام منظار خاص لرؤية القناة الناسورية من الداخل وعلاجها بشكل مباشر، مما يقلل من احتمالية عودة الناسور مرة أخرى.
- التقنية الثلاثية
تُعتبر مزيجًا من أكثر من تقنية مثل الليزر والـVAAFT والجراحة الدقيقة، وتُستخدم غالبًا في الحالات المعقدة مثل الناسور الحدوة.
مضاعفات إهمال علاج الناسور الشرجي
إهمال علاج الناسور قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منها:
- تكون خراجات متكررة.
- توسع القناة الناسورية وزيادة تعقيدها.
- ضعف التحكم في الإخراج نتيجة تلف العضلات.
- انتشار العدوى إلى الأنسجة المجاورة.
في بعض الحالات النادرة قد يحدث تحول سرطاني في الناسور المزمن.
الوقاية من الناسور الشرجي
رغم أن الوقاية ليست مضمونة 100%، إلا أن هناك بعض الإجراءات التي تقلل من فرص الإصابة:
- علاج أي خراج شرجي فور ظهوره.
- الاهتمام بالنظافة الشخصية بعد التبرز باستخدام الماء الدافئ.
- اتباع نظام غذائي غني بالألياف لتجنب الإمساك.
- ممارسة الرياضة لتحسين الدورة الدموية.
- مراجعة الطبيب فور ظهور أي أعراض غير طبيعية.
الخلاصة
إن الناسور الشرجي مرض مزمن ومعقد، لكنه قابل للعلاج بفعالية كبيرة بفضل التطور الطبي. ومع وجود تقنيات حديثة مثل الليزر والـVAAFT والتقنية الثلاثية، أصبحت نسب الشفاء عالية مع تقليل احتمالية عودة الناسور، التشخيص المبكر واللجوء إلى الطبيب المختص مثل دكتور سامي عبد الستار هما السبيل لتجنب المضاعفات واستعادة حياة طبيعية بلا ألم.